أنهت مؤسسة بلدبالستاين حملة “مبتكرو المتوسط من أجل التضامن” والعمل مشترك مع مجموعة من القادة الشباب في منطقة المتوسط. بعد مخيم دام خمسة أيام في تشرين أول من العام السابق، أتممنا المشروع مع نهاية شهر يناير. شاركنا في نقاش وبناء قدرات حول موضوع تحديات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في فضاء المتوسط، كما أطلقنا حملة توعوية عن  الاقتصاد الاجتماعي والتضامني والريادة والابتكار المجتمعي في فلسطين. أنهينا الحملة بجلسة نقاشية افتراضية، أنضم لها أكثر من 40 مشارك من مختلف القطاعات المؤسسية في فلسطين. كان هذا العمل الإقليمي مدعوم من البرنامج الإقليمي “حوار المتوسط للحقوق والمساواة” الممول من الاتحاد الأوروبي.

الاقتصاد الاجتماعي التضامني في فلسطين

الاقتصاد الاجتماعي والتضامني هي مظلة تضم تحت سقفها مختلف المؤسسات الاجتماعية، الطوعية، غير الهادفة للربح والعاملة في إنتاج السلع والخدمات والمعرفة (التعاونيات، مؤسسات العمل المجتمعية، والمؤسسات الخيرية المختلفة). هدف وجود هذه المظلة هو تفعيل روح التضامن بين أفراد المجتمع وتمكينهم من المشاركة الإنتاجية النافعة لمجتمعهم.

الاقتصاد الاجتماعي التضامني ليس بمفهوم غريب على اقتصاد فلسطين وثقافتها. مجتمعنا مليء بنماذج وقصص نجاح لمؤسسات المجتمع المدني، التعاونيات، والمؤسسات والشركات الغير ربحية. مفهوم الإقتصاد الاجتماعي هو مفهوم يعزز أهمية التضامن بين هذه المؤسسات لتحقيق الحسن والتكافل بين أفراد ومؤسسات المجتمع. يبقى السؤال: كيف بإمكاننا وضع تعريف للاقتصاد الاجتماعي التضامني في السياق الفلسطيني؟ 

الابتكار المجتمعي والإقتصاد الإجتماعي والتضامني

الابتكار المجتمعي هو عنصر هام تحت إطار الإقتصاد الإجتماعي التضامني. ونستطيع نبتكر مجتمعيا عن طريق إيجاد حلول جديدة لمشاكل وتحديات اجتماعية بتكون الحلول فيها أكثر فعالية وكفاءة واستدامة أوعدلاً مقارنة بالحلول الموجودة حاليا. وهذا يساهم في توليد قيمة للمجتمع في المقام الأول بدلاً من الأفراد أو المنظمات. من عملنا في بلدباليستاين، تعرفنا على العشرات من المبتكرين والرياديين المجتمعيين في فلسطين. كما يوجد العديد من المؤسسات في فلسطين التي تعمل تحت إطار منظومة الريادة المجتمعية في فلسطين مثل مؤسستي بلدباليستاين وإبتكار- اللتان تقومان على مهمة أساسية وهي دعم الرياديين المجتمعيين وتوفير موارد وأدوات النجاح لهم. بالإضافة إلى ذلك ، يوجد منظمات أخرى تدير برامج مختلفة للابتكار الاجتماعي وريادة الأعمال الاجتماعية في فلسطين منها الإغاثة الزراعية الفلسطينية، مركز يونس في جامعة بيت لحم، برنامج مساري في جامعة بيرزيت، هولت برايز، وغيرها من المبادرات.

إلى ماذا يفتقد القطاع حاليا؟ وماذا يحتاج الريادي المجتمعي كي يزدهر؟

يحتاج الريادي الإجتماعي إلى بيئة داعمة وحاضنة

مجتمع وثقافة داعمان

إطار قانوني وسياسات داعمة، من ضمنها سياسات تسمح له/لها بالتسجيل والعمل كشركة غير ربحية، بالإضافة الى السياسات القانونية والمصرفية

المواهب ورأس المال البشري، الذي لا تفتقد له فلسطين

طلب السوق

القدرة على الوصول إلى مصادر التمويل

بناءً على مخرجات المخيم والحملة التوعوية والجلسة الإفتراضية، فإننا كوننا التوصيات التالية:

تعزيز البيئة الداعمة لنمو مؤسسات ومبادرات الابتكار المجتمعي، بدءاً من إتاحة المجال لتسجيل الشركات الغير ربحية التي يجب أن تسمح للمؤسسات باستقبال الدعم والايرادات بنفس الوقت على أن يتم إعادة استثمار الربح (الفائض) في المؤسسة مرة أخرى 

 أهمية تسهيل عملية تأمين التمويل لمشاريع ومؤسسات الابتكار المجتمعي بشكل يضمن استدامتها وعدم حاجتها للإعتماد على المنح والمساعدات وتعزيز مفهوم الاستمار المؤثر Impact Investment 

التركيزعلى بناء شراكات متينة مع المؤسسات المجتمعية المختلفة ومن ضمنها التعاونيات، مؤسسات العمل المجتمعية، والمؤسسات الخيرية والمجتمعية المختلفة.

العمل على تخفيف القيود (القانونية والإدارية) التي تحد من سهولة إيجاد حلول اقتصادية ابتكارية مجتمعية

الاطلاع على أفضل الممارسات وقصص النجاح من البلدان التي نجحت في تطبيق الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالإضافة لعناصر الريادة المجتمعية تحت هذا الإقتصاد

تحسين وتطوير الثقافة السائدة للريادة المجتمعية عن طريق إدراج عناصرها في المناهج المدرسية والجامعية 

التشجيع على أنشطة تساهم في تبادل الخبرات والتشبيك في مجال الابتكار المجتمعي في فلسطين ومع المجتمعات المحلية والإقليمية